ظاهرة
المغامرة بتخصيص اربع صفحات في يومية مغربية لموضوع المثليات او السحاقيات كما يحب ان يسميهم البعض عن قصد تعني ان نستعد الى نار جهنم و ان نفتح صدورنا جيدا لوابل الكلام بعضه سيكون ايجابيا و يساهم في طرح النقاش الحقيقي حول ظواهر اجتماعية تسكن بين ظهرانينا مثل قدر و كثير منه قد يقترب الى التجريح و احكام القيمة المعلبة و الموضوعة في زوايا محددة من الدماغ للجهر بها عند الحاجة لكن هدا لن يثنينا عن التنبيه كلما سنحت الفرصة الى بعض حصاد التشديد و الانغلاق الدي تعيشه قطاعات واسعة من المجتمعات العربية و الاسلامية منها المغرب طبعا في نظرتها الى العلاقات بين الجنسين سواء تم هدا التشديد باسم الدين او باسم التقاليد او باسم اشياء اخرى يختلط فيها الاول بالثانية
يقول الفقهاء ان الفوضى بالتفريط مثل الفوضى بالافراط و بدلا من دفن الرؤوس في الرمال مثل نعامات علينا ان نواجه بين الحين و الاخر بعض حقائقنا المؤلمة و ان نجهر باننا مجتمع يتحول بسرعة فائقة و ان عملا جبارا ينتظر الباحثين السوسيولوجيين و علماء النفس الاجنماعي لفك كل هدا العقد و ايجاد تفسيرات مقنعة لما يجري بالضبط اما ان نهمل جراحاتنا حتى نمتلئ قيحا و صديدا و نستمر في مجتمعات محافظة و اخرى متحررة فليس لدلك مقابل سوى العبث
لا تخلو الحياة من عثرات و لايخلو مجتمع من امراض لكن البداية الصحيحة لحل كل هده المعضلات تبدا من التشخيص السليم و الانفتاح في الحوار و القبول بالراي و الراي الاخر فحتى مجتمع النبي -ص- كان القران الكريم ينزل فيه مسجلا لنقاشات و قضايا علنية مثل الخيانة الزوجية و الخيانة العظمى و ادق تفاصيل الشؤون الفردية و الجماعية و السياسية و الجنسية فما الدي يمنعنا اليوم من التفتيش الجيد عن معضلتنا و عاهاتنا و طرحها للنقاش العلني
شئنا ام كرهنا هناك فئات مختلفة من البشر تعيش بيننا فاما ان نجرمهم و نطلق العنان لاشكال التكفير و الارهاب و اجازة القتل في حقها كما حدث قبل يومين بالقصر الكبير على هامش عرس لشادين جنسيا او نجلس حول مائدة واحدة موضوعها حوار جدي مع انفسنا و مع الاخر الدي نعتقد انه يختلف عنا
بالامس صنعت مثليات لانفسهن موقعا الكترونيا و اعلن فيه عن وجودهن المنظم و انهن لسن فقط كائنات غبيات يفكرن فقط ما بين افخادهن بل نساء مثقفات و مستعدات ان يطارحن الجميع في مواضيع حساسة مثل الاصلاح الدستوري و شكل الملكية في المغرب و النظام الانتخابي و -كوطا- النساء في البرلمان يمكن ايضا ان نتصفح العدد الكبير من المدونات و مواقع الدردشة التي تزخر بالمثليين و المثليات المغاربة لنعرف اننا ازاء ظاهرة اجتماعية تستحق فعلا ان نفتح حولها نقاشا هادئا و هدا دور الاعلام في ما اعتقد
إليكِ يا من أحبكْ..
قبل ٨ أعوام